الخميس، 3 ديسمبر 2015

داعش لنصرة الاسلام.


*نشر في مجلة حكايتنا -الله يرحمها-

منذ ما يقرب من العام و النصف انتشرت أعمال تهجير و طرد الشيعة من بيوتهم الآمنة في مصر .. و بالطبع كأي انسان من صلب آدم كنت ضد تلك الاعمال فليس من حق أي انسان الحجر علي رأي انسان آخر و الادهي ليس من حق أي شخص طرد و ترويع الاخرين في بيوتهم، و حدث وقتها اني سمعت حوار جانبي لأحد موظفي رعاية الشباب في الجامعة يحيّ هؤلاء البواسل الذين قاموا بطرد الكفرة و ان الوقت قد حان "لتنظيف البلد"، و أذكر اني اقتحمت كلامهم معللة رفضي له بأن الاسلام مش كده و ان مفيش حاجة ممكن توصّل حد لانه يطرد حد تاني من بيته و يرميه في الشارع بدون وجه حق، فنظر وقتها لي بوجه جامد كأنه يقر مُسلَّمة يجب ان تفحمني و تخرسني فقال "دول بيشتموا الرسول"! و للاسف وقتها اظهرت استخفافي من كلامه قائلة بأن الرسول نفسه لم يكن يطرد من يشتموه فباغتني بنظرة نارية اخترقت روحي و و ارسلتني للجحيم في مكوك.
بالطبع هذا الرجل الآن يجلس أمام جهاز التلفاز الخاص به و يشاهد الاخبار عن داعش و يحيّ ما يفعله هؤلاء البواسل من طرد و قتل الكفار، غضاً كل البصر عن انهم لم يشتموا الرسول فحسب بل يشتموا الاسلام كله، و يشوهوا الرسالة كلها.
و بالطبع كي لا اظلمه قد يكون اصابه الخبل و تحلي بذرة انسانية و يستنكر ما يفعلوه و هو جالس علي مكتبه قائلا بفم ملئ بالطعام "بس ده مش الاسلام." و يكتفي بهذا القدر، فنحن حين نقبل وضع ننغمس فيه بكل جوارحنا و حين نرفضه نكتفي بإشارة لتسجيل الموقف.

في الواقع داعش ليست الاسلام و اعمال التهجير تلك لم تكن من الاسلام في شيء و كذلك ما نفعله نحن بإسم الاسلام، فما الفرق بين شخص سب الرسول علي العلن فخرج المسلمون من كل حشد و صوب يستهجنوا فعله و بين اشخاص يعثوا الفساد في البلاد رافعين علامة الاسلام و متحدثين بإسمه و ما اسلامهم الا صورة مشوهة لغزو قاعدي جديد.
لِمَ يصمت المسلمون علي الجرائم التي ترتكب بإسم الدين و لا تنفعه بل تشوهه و يثوروا علي من يشوه اشخاص -لا يمكن تشويههم- .. فمحمد لا خلاف عليه، رسول خلوق قوي لكن الاسلام كدين ملئ بالاشياء المتداخلة التي قد تسبب لبس عند البعض و يستغلها البعض بعيداً عن سياقها فتخرج صورة مهلهلة غير انسانية تتصدر الصحف عن جرائم الاسلام !
و حين يقرر المسلمون الاعتراض علي سب النبي و اظهارهم دائما بمظهر العنف يخرج البعض في مظاهرات عنيفة و يحطموا سفارات و يرفعوا صور مشانق ليؤكدوا للعالم بانهم ليسوا ارهابيين !!
لكن كل هذا يأخذنا لسؤال حيوي، فهل المسلمون يفهمون الاسلام حقاً !
ام هل انتقل الاسلام من كونه عقيدة توجّه الانسان للطريق الصحيح ليصبح مجرد دين أخر موروث تخالطه الشبهات !
علي ما يبدو ان هذا صحيح، ففي الوقت الذي يتشدق فيه بعض الاشخاص بكوننا شعب متدين و تصر المناهج التعليمية علي اظهار الشعب كشعب خلوق يحب دينه و ينصره لانه دائماً ما يقول "بسم الله" و "الحمدلله" يصبح الدين مقتصر علي مثل هذه الالفاظ الدينية و يُنسي جوهره، و في المقابل يظهر عفن النفوس و علي رأسه حجاب او في وجهه لحية، متنكراً في وجه رجل مؤمن فيخلط البعض بينه و بين الايمان الحقيقي.
كون إسم محمد هو أكثر الاسماء تسمية في العالم لا يجعل العالم مكان أفضل، بل وجود أشخاص كـ مُحمد يجعله كذلك.

يا إخوة، ان محمد ليس الاسلام بل هو رسول السماء، حافظوا علي الاسلام تحافظوا علي رسوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق